Chapter 1 Flashcards

1
Q

في العهد الروماني استعملت كلمة “الثقافة” للدلالة على

A

العلوم الإنسانية التي تستقل بها كل أمة عن غيرها من الأمم، كعلوم الدين واللغة والآداب التي لها فلسفة معينة، واتجاه مميز، كما استعملت للدلالة على الفنون غير العملية وغير الطبيعية

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
2
Q

ما في عصر النهضة الأوروبية الذي ابتدأ في القرن السادس عشر الميلادي، منتجاً أفكاراً ومفاهيم كثيرة، منها مفهوم (culture)، فقد كان هذا المصطلح عندهم في الأصل معناه:

A

الزراعة وإنتاج الأرض أو تنمية الأرض ومحصولاتها، الذي كان عُظْم الحضارة الأوروبية آنذاك

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
3
Q

أما في عصر النهضة الأوروبية الذي ابتدأ في القرن السادس عشر الميلادي، منتجاً أفكاراً ومفاهيم كثيرة، منها مفهوم (culture)، فقد كان هذا المصطلح عندهم في الأصل معناه: الزراعة وإنتاج الأرض أو تنمية الأرض ومحصولاتها، الذي كان عُظْم الحضارة الأوروبية آنذاك، وقد أثمر عصر النهضة

A

أعمالاً أدبية وفكرية واسعة، من علم وفلسفة وقانون وأدب وفن ونحوها، فلم يجد الأوروبيون أبلغ من ذاك المصطلح ليطلقوه على إنتاجهم الفكري، فصار يُطلق على الآداب والفنون(

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
4
Q

ثم تطور هذا المعنى ليتغير من الدلالة على

…………….

الى

……………..

A

الإنماء الفردي

أحوال المجموعات الإنسانية من الأمم والشعوب

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
5
Q

ثم تطور هذا المعنى ليتغير من الدلالة على الإنماء الفردي، إلى أحوال المجموعات الإنسانية من الأمم والشعوب، وغدت هذه الكلمة (culture) تطلق على

A

مجموعة عناصر الحياة وأشكالها ومظاهرها في مجتمع من المجتمعات، وقد برز هذا المعنى في القرن التاسع عشر().

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
6
Q

وفي أوائل القرن العشرين عَرفت العربية فكرة

culture

ممثله بعباره (ثقافه) تدعو الى

A

الحيوية والتفاعل بين الإنسان ومجتمعه، وبينه وبين الأشياء من حوله، ولا ينتفع بهذا المنهج من قُيّد عن الحركة وحيل بينه وبين النشاط،

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
7
Q

والجدير بالذكر أن تفاعل الإنسان مع مجتمعه ومن حوله بنشاط وحيوية، هو في أصله منهج سلف هذه الأمة، فالثقافة

—-تعريف—

A

هي ثمرة المعارف، أساسها الدين، وعمودها الخُلُق، والأمة التي لا تحافظ على دينها تُدمّر ثقافتها، وتُعرِّض نفسها للضياع(

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
8
Q

الثقافة في اللغة: لها معانٍ ثلاثة، وهي():

A

الحذق والمهارة

الإدراك والظَّفَر

التقويم والتهذيب

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
9
Q

الحذق والمهارة

A

من ثقُف -بضم القاف وكسرها-، يقال: رجل ثَقِف وامرأة ثَقَاف، إشارة إلى الفطنة، وجودة الفهم، وسرعة التعلم، وثبات المعرفة، ومنه قول أم حكيم بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم: “إني لحَصَان فما أُكلّم، وثَقَاف فما أُعلّم”().

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
10
Q

الإدراك والظَّفَر

A

من ثقِف، ومنه قوله تعالى: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ﴾

وجدّتموهم و أدركتموهم

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
11
Q

التقويم والتهذيب:

A

من ثقَّف، وثقّف الشيء أقام المُعْوَجّ منه وسوّاه، والثِّقاف: الأداة التي تُسوّى بها الرِّماح، وفي الحديث: “إِن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليَجِدُ مَنْكِبَ الرجل مائلًا عن مَنْكِب صاحبه فيُثَقِّفُها”().

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
12
Q

والمعنى الأول –الحذق والمهارة- هو

A

أوسع تلك المعاني في لسان العرب، وكأنه أصلها؛ لأن الظفر بالمطلوب يفتقر إلى الفطنة والحذق، كما أن التهذيب يحتاج إلى ذلك أيضًا

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
13
Q

الثقافة في الاصطلاح:

A

اختلف في تعريف الثقافة اصطلاحًا، ولعل من أوسط تلك التعريفات أنها: “ما يكتسبه الإنسان من ضروب المعرفة النظرية، والخبرة العملية، التي تُحدِّد طريقته في التفكير، ومواقفه من مختلف قضايا الحياة”().

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
14
Q

وإذا أردنا تخصيص التعريف الاصطلاحي بـ الثقافة الإسلامية فيُمكن القول: هي

A

“ما يكتسبه الإنسان من ضروب المعرفة النظرية والخبرة العملية، المؤسسة على عقيدة الإسلام، والمستمدة من شريعته وآدابه، والتي تُحدِّد طريقته في التفكير ومواقفه من مختلف قضايا الحياة”()،

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
15
Q

وإذا أردنا تخصيص التعريف الاصطلاحي بـ الثقافة الإسلامية فيُمكن القول: هي “ما يكتسبه الإنسان من ضروب المعرفة النظرية والخبرة العملية، المؤسسة على عقيدة الإسلام، والمستمدة من شريعته وآدابه، والتي تُحدِّد طريقته في التفكير ومواقفه من مختلف قضايا الحياة”()، أو:

A

“مجموعة المعارف والمعلومات النظرية والخبرات العملية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي يكتسبها الإنسان ويحدد على ضوئها طريقة تفكيره ومنهج سلوكه في الحياة”

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
16
Q

وإذا أردنا تخصيص التعريف الاصطلاحي بـ الثقافة الإسلامية فيُمكن القول: هي “ما يكتسبه الإنسان من ضروب المعرفة النظرية والخبرة العملية، المؤسسة على عقيدة الإسلام، والمستمدة من شريعته وآدابه، والتي تُحدِّد طريقته في التفكير ومواقفه من مختلف قضايا الحياة”()، أو: “مجموعة المعارف والمعلومات النظرية والخبرات العملية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي يكتسبها الإنسان ويحدد على ضوئها طريقة تفكيره ومنهج سلوكه في الحياة” (). فالثقافة على هذا تجعل الإنسان هو

A

العنصر الفاعل في التقدم، مع الانسجام بين سلوك الفرد وأسلوب الحياة في المجتمع.

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
17
Q

ولا يكون التفكير مستقيمًا، ولا السلوك صحيحًا، إلا إذا

A

كانت المعارف والمعلومات النظرية والخبرات العملية التي اكتسبها الشخص صحيحة في حد ذاتها؛ لأن المعلومات والمعارف الخاطئة تنشئ مثقفًا منحرفًا، أما المعلومات المستمدة من الوحي الرباني، وما أنتجته العقول المستنيرة بنور الوحي، فهي التي تنشئ المثقف المستقيم في فكره، المستقيم في سلوكه().

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
18
Q

فمن شأن ثقافة المرء أن تؤثر على

A

عقله، فتُقوّم طريقة تفكيره، فإذا تعلّم الإنسان معارف معينة وحذق فيها وأدركها، قومت له فكرًا؛ وبالتالي استقام سلوكه على ضوء تلك المعارف

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
19
Q

العلم هو

A

“إدراك الشيء على ما هو به، أو حصول صورة الشيء في العقل”

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
20
Q

فالعلم هو: “إدراك الشيء على ما هو به، أو حصول صورة الشيء في العقل”()، وهناك من توسّع فقال:

A

“هو مجموعة الحقائق التي توصل إليها العقل الإنساني في مراحل تفكيره وتجاربه وملاحظاته…”

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
21
Q

الفروق بين الثقافه و العلم

A

الثقافة لها خصوصيتها عند كل أمة من الأمم

الثقافة تعكس حضارة معينة

الثقافة أوسع دائرة من العلم، لأنها تتعامل مع جميع أفراد المجتمع، وأما العلم فدائرته أضيق.

الثقافة أساسها الدين

الثقافة نظرية سلوك أكثر منها نظرية معرفة

الثقافة في أصلها معارف تتعامل مع الإنسان، بينما يتعامل العلم مع الطبيعة

النزاعات بين الناس لا يمكن حلُّها بالعلم، وإنما يتحقق ذلك بالثقافة السويّة

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
22
Q

هل هناك علاقة بين الثقافة والعلم؟

A

تكمن هذه العلاقة بأن الثقافة لا تستغني عن العلم الصحيح،

وأن العلم الصحيح يخدم الثقافة ويرشدها

؛على الرغم من أن دائرة الثقافة أوسع وأشمل من العلم، فبهما معًا تتكون شخصية المسلم الواعد المستنير.

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
23
Q

الثقافة لها خصوصيتها عند كل أمة من الأمم

A

لأنها تنبع من دينها فلا تُقتبس ولا تُستورد، بل هي من الأمور التي لا بد من تكوينها في النفوس تكوينًا، وأما العلم فمُشاع بين الناس وإن اختلفت مللهم، فلا يختلف باختلاف الاعتقاد، ولا يتغير بتغير المصالح، كما لا يتحرّج أحد من تلقي ذاك العلم عن المخالف، فهو بطبيعته عالمي، تتعاون فيه جميع الأمم بدون تحفظ.

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
24
Q

الثقافة تعكس حضارة معينة تضم

A

ثمرات الفكر من علم وفن وقانون وأخلاق وقيم ومبادئ، أما العلم فمجاله محدود ولا يتعداه إلى غيره، وهو مجال الماديات والمحسوسات التي تدخلها الملاحظة والتجربة، وهي وحدها التي يمكن التحكم فيها وإجراء التجارب عليها، وهذا مجال العلم.

How well did you know this?
1
Not at all
2
3
4
5
Perfectly
25
Q

الثقافة أساسها الدين

A

فالأمة الإسلامية لها ثقافتها التي تشكل شخصية الفرد والأمة، وتميزها عمن عداها، أما العلوم فأساسها العقل والتجربة.

26
Q

الثقافة نظرية سلوك أكثر منها نظرية معرفة؛ إذ

A

تُهيئ الإنسان الحياة الحضارية المُتمناة، وتعينه على التطور الإجتماعي المطلوب، أما العلم فإنه نظرية معرفة أكثر منه نظرية سلوك.

27
Q

المدنية هي:

A

“الأشكال المادية المحسوسة التي يصنعها الإنسان، مثل وسائل المواصلات والاتصالات، والآلات والأجهزة، والجسور والمباني…وغيرها”()، أو هي: “جملة المنجزات الإنسانية المادية المتراكمة لأمة من الأمم –أو مجتمع من المجتمعات-خلال حقبة زمنية معينة، تمت بهدف تيسير حياة الإنسان وتسهيلها وتكميل وجوده في ضوء العقيدة السائدة في هذه الأمة –أو المجتمع-“

28
Q

فالمدنية تمثل

A

المنجزات المادية للحضارة

29
Q

أهم الفروقات بين الثقافة والمدنية وهي:

A

الثقافة أعم وأشمل من المدنية؛ لأن المدنية تمثل الجانب المادي للثقافة.

الثقافة تميز كل أمة عن غيرها من الأمم، أما المدنية بإطلاقها على الوسائل المادية تكون مشاع بين الأمم والشعوب؛ لأنها لا تتصف بفكر ولا تصبغ بعقيدة().

الثقافة تُعنى بالجانب المعنوي السلوكي من الأخلاق ونحوها، أما المدنية فهي تُعنى بالجانب المادي المحسوس كوسائل النقل والمواصلات ونحوها.

30
Q

الحضارة هي:

A

الحصيلة الشاملة للمدنية، والثقافة، والفكر، ومجموع الحياة، في أنماطها المادية والمعنوية(). وبعبارة أخرى: “هي كل ما يُنشئه الإنسان في كل ما في كل ما يتصل بمختلف جوانبه ونواحيه، عقلاً وخُلقًا، مادة وروحًا، دنيا ودينًا”().

31
Q

العلاقه بين الثقافه و الحضاره

A

الفرق: أن الثقافة تهتم بالجوانب المعنوية، والحضارة ألصق بالماديات، وهذا الفرق من الجانب النظري فقط

أما في الجانب العملي فهما يرتبطان مع بعضهما ارتباطًا وثيقًا؛ لأن ثقافة كل أمة هي أساس حضارتها، وفكرها وأسلوب حياتها().

32
Q

فالثقافة بالنسبة للحضارة

A

كالدم المتدفق في عروق الكائن الحي، الذي يحفظ حيوية هذا الكائن ويصون مناعته، وتعبِّر الحضارة عن نفسها من خلال الثقافة؛ وعليه لا يمكن الفصل في الواقع بين الثقافة والحضارة، كما لا يمكن الفصل بين العلم والمدنية، فالأول منهما سبب للتالي().

33
Q

وعندما تكون الثقافة قويمة تكون

A

الحضارة كذلك. ولا يمكن لأمة أن تعبر إلى المدنية -وهي الجانب المادي من الحضارة- إلا بالثقافة الفاعلة. وعليه؛ فإن الحضارة هي الثقافة والمدنية معاً().

34
Q

هناك من يُشبّه الحضارة ب

A

طائر يطير بجناحين، أحدهما: يُمثل الثقافة وهي الجانب الروحي والمعنوي، والآخر: يُمثل المدنية وهي الجانب المادي؛ وبهذا تكون الحضارة مزيج من الثقافة والمدنية في أرقى صورهما().

35
Q

إن الثقافة الإسلامية في حقيقتها لا تعني علمًا بعينه من العلوم الإسلامية، ولكنها تعني

A

علومالإسلام كلها في عرض واضح موجز وبليغ.

36
Q

يعيش المسلم في ظل الثقافة الإسلامية حياة

A

ملؤها السعادة والاطمئنان، بل حتى غير المسلم فيإطار من التعايش والحب والتسامح.

37
Q

وعلى ذلك تتجلى أهمية الثقافة الإسلامية وتظهر قيمتها من خلال:

A

أنها تنظم حياة الإنسان مع ربه سبحانه وتعالى

نها تحقق السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة

أنها تنظم حياة المسلم مع مجتمعه الذي يعيش فيه، وتعمل على تقوية الروابط بينالمسلمين ودعم قضاياهم والتضامن معهم،

الثقافة الإسلامية تهتم بكل مقومات الإنسان –الجسمية، العقلية، النفسية،الروحية، الوجدانية-وتسعى إلى تحقيق التوازن بين كل تلك المقومات

38
Q

أنها تنظم حياة الإنسان مع ربه سبحانه وتعالى،

A

فالله عز وجل هو الخالق الرازقالمستحق للعبادة، والإنسان مخلوق وظيفته عبادة ربه والتوجه إليه دائمًا؛ لذلك تعد الثقافة جزءًا من أهم أجزاء تكوين الإنسان العقدية والفكرية والسلوكية، فهي قوة لبلورة شخصية الإنسان.

39
Q

نها تحقق السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة؛

A

لأن الثقافة الإسلامية قائمة علىأساس الواقع المادي والروحي للإنسان دون الاقتصار على جانب واحد فقط، والإنسانالمسلم يعي تمامًا أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن ما عمله في الدنيا سيُحاسب عليه فيالآخرة سواء أكان ذلك خيرًا أم شرًا، قال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَنَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ [القصص:77].

40
Q

أنها تنظم حياة المسلم مع مجتمعه الذي يعيش فيه، وتعمل على تقوية الروابط بينالمسلمين ودعم قضاياهم والتضامن معهم،

A

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾[الحجرات:10]، وتقوية الروابط بين غير المسلمين كذلك، فقد ورد عن النبي صلى الله عليهوسلم: “أنه مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال عليه الصلاة والسلام: أليست نفسًا”().

41
Q

الثقافة الإسلامية تهتم بكل مقومات الإنسان –الجسمية، العقلية، النفسية،الروحية، الوجدانية-وتسعى إلى تحقيق التوازن بين كل تلك المقومات،

A

فالإسلام يرفضالانقطاع للعبادة وترك المقومات الأخرى على حساب العبادة، ولا يخفى على أحدٍ هدي النبيصلى الله عليه وسلم، عندما أرشد أصحابه الذي خالفوا الفطرة بالانقطاع للعبادة، أنيعودوا إلى صوابهم، بقوله صلى الله عليه وسلم: “أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له،لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني”().

42
Q

على ضوء ما سبق تتجلى أهمية الثقافة الإسلامية وتظهر قيمتها ب

A

بتنشئة صحيحة للفردالمسلم؛ حتى يكون نموذج صالح وإيجابي فاعل في مجتمعه وفق مبادئ الثقافة الإسلاميةالصحيحة.

43
Q

أهداف الثقافة الإسلامية

A

تعزيز الانتماء إلى الإسلام

ستشعار مسؤولية التكليف:

لحصانة الفكرية

لإيجابية الفاعلة في المجتمع

بناء الشخصية المتميزة:

44
Q

تعزيز الانتماء إلى الإسلام

A

إن انتماءنا إلى الإسلام يحتم علينا دراستهللقيام بأحكامه، وتنفيذها في واقعنا؛ لأن الإسلام يُحدّد لنا معالم شخصيتنا نحن المنتسبينإلى أمة الإسلام. فلا يكفي أن يُولد المرء بين أبوين مسلمين، ثم ينتمي إلى الإسلام لهذاالسبب، فلا بد للمسلم أن يعرف الحد الأدنى من الدين الذي ينتمي إليه ويواليه، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف:108]؛ وعلى ذلك يجب علينا تنمية وتعزيز روح الولاء للإسلام وتقديمه على ما سواه من صور الانتماءات الأخرى، مثل: القومية، العرقية، العنصرية.

45
Q

ستشعار مسؤولية التكليف:

A

إن الأمر ليس متروكاً لخيار الشخص في تعلمالإسلام أو تركه، بل هنالك مسؤولية ومحاسبة على ذلك يوم القيامة، فإن الله جل جلاله خلقالمخلوقات لمهمات في هذه الحياة، ومهمة الإنسان في هذه الحياة القيام بوظيفة الخلافة فيالأرض وعبادة الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾[البقرة:30]، وقال جل في علاه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56].

فالثقافة الإسلامية توفر الحد الأدنى من المعلومات عن الإسلام؛ لتخرج المسلم من المسؤولية،وتبين له الجوانب العقدية التي لابد من اعتقادها -أركان الإيمان-، والجوانب العملية التيلابد من الالتزام بها، وتطبيقها -أركان الإسلام-، والمعارف الأساسية التي تحدد شخصيتهالفكرية.

46
Q

لحصانة الفكرية:

A

إننا نعيش في عصر أزيلت فيه الحواجز والحدود بين الأممفي الجوانب العلمية والثقافية، وكل صاحب ملة أو فكر يعرض ما لديه على الآخرين،ويحاول كسبه إلى ملته ومعتقده، فإن لم يكن المسلم صاحب عقيدة راسخة وعلم بالإسلاموشرائعه، وعظمته ومحاسنه، يكون عرضة لأن تنزلق به القدم، فينجذب إلى دعوة ضالة،وينخدع بالأساليب البراقة التي يتبعها الدجالون في عرض ما لديهم لجذب البسطاءوالمغفلين إليها.

فالثقافة الإسلامية توفر الحصانة الفكرية والمناعة العقلية التي تعصم أصحابها منالانسياق وراء المنحرفين، وتضع بين يدي أصحابها المقاييس والموازين التي توزن بهاالثقافات الأخرى، وتحكم على الدعوات بالصواب أو بالخطأ، فيكون المسلم على بينة منأمره.

47
Q

لإيجابية الفاعلة في المجتمع

A

إن الإسلام يأمر أتباعه أن يكونوا فاعلين فيمجتمعاتهم، فلا يكفي أن يكون المسلم صالحاً في نفسه، يقيم تعاليم الإسلام الخاصة بذاتهونفسه، بل لابد أن يكون مصلحاً إيجابياً في مجتمعه وبيئته، من الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر بأسلوب حسن وميسر دون تجريح وتشديد، وهو بذلك يبتغي وجه الله تعالى، يقولالرسول صلى الله عليه وسلم: “فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا خير لك من أن يكون لك حُمْرُالنَعَم”().

فالتصديق بأركان الإيمان، والتطبيق لأركان الإسلام العملية، يستطيع المسلم أن يتحلى بها،إلا أنه لا يستطيع أن يدعو الناس إليها؛ ما لم يعرفها ويعرف حكمها العظيمة، ثم إن لميطلع على أساليب الدعوة وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخلاق رفيعة،وما كان عليه من التحمل والصبر في سبيل تبليغ دعوته، إن لم يكن على علم بكل ذلك فلنتجدي دعوته شيئاً.

يقول الله عز وجل: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل:125]، ويقولجل في علاه: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر:3]، فالحكمة، والموعظة الحسنة،والتواصي بالحق والصبر، من علامات الإيجابية الفاعلة في المجتمع المسلم.

48
Q

بناء الشخصية المتميزة:

A

الثقافة الإسلامية تبني الفرد المسلم بناءً يختلفعن بناء كل الثقافات الأخرى، فالمسلم متميز بإسلامه وأخلاقه، متميز في مصادر أحكامهالتي يصدرها على كل ما حوله من الأوضاع المادية، والمعنوية، متميز بكل ما أعطاه الإسلاممن نظام، وأحكام، وشرائع عبادية، وما هداه إلى أخلاق عليه أن يتمثلها في نفسه، وأسرتهومجتمعه، والناس أجمعين، وما يتميز به من علم محيط بما يعمر به الدنيا، وبما يجعله ينظرفي ملكوت السموات والأرض، وينطلق في آفاق الكون، فالثقافة تعطي المسلم هذه الصفاتليتحلى بها الإنسان المسلم فيكون شامة بين الناس، قال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْلِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران:110]، وعلى المسلم أن يُترجم الأخلاق والتعاليم الإسلامية إلى واقع عملي وسلوكي ملموس، يُعايشه في حياته العملية اليومية، باعتبار الإسلام نظامًا تطبيقيًا في الحياة، وحينئذ تُبنى شخصيته وفق قواعد صحيحة ثابتة؛ فيتميز بين الناس بتلك الشخصية.

49
Q

خصائص الثقافة الإسلامية():

A

الربانية:

ملاءمتها للفطرة الإنسانية

الإيجابية:

العموم والشمول والكمال

الوسطية:

لواقعية

العالمية:

الثبات والمرونة والتطور

50
Q

الربانية:

A

إن مصدر الثقافة الإسلامية من الله عز وجل، فالمعرفة في الإسلام أساسها ما جاء في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والثقافة الإسلامية تدعو إلى توحيد الله تعالى، وإلى مكارم الأخلاق، وتلزم الأمة بالصبغة الربانية، قال تعالى: ﴿صِبْغَةَاللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ﴾ [البقرة: 138]؛ فالصدق، والأمانة، والوفاء بالعهد، والعدل، وصلة الرحم وغيرها من الأخلاق الفاضلة التي أوجب الله تعالىعلى المسلمين الالتزام بها، فكان التزامهم بها مثار إعجاب الشعوب التي تعاملت معهم فدخلوا في دين الله أفواجًا، وتعد هذه الخصيصة أم الخصائص بل الأساس الذي تستند إليه للثقافة الإسلامية. ومن أهم ثمار هذه الخصيصة: تحرير الإنسان من عبودية الإنسان والهوى، إلى عبادة الله؛ فيُخلص في عبادته لله رب العالمين، ويعمل وفقه شرعه وتوجيهه ونهجه وأمره.

51
Q

ملاءمتها للفطرة الإنسانية:

A

هذه الخصيصة واضحة المعالم في الثقافة الإسلامية، فما من منصف اطلع على الثقافة الإسلامية إلا ووجد في نفسه ميلًا إليها، ورغبة في اعتناق الإسلام، قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَالنَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 30]، لأن الذي خلق الإنسان هو الذي أوحى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الهدايات لإصلاح شأن الإنسان، وتنظيم علاقاته مع غيره، وبيان واجباته تجاه خالقه، لذا كانت منطلقات هذه الثقافة لإصلاح الإنسان من داخله بتلبية حاجاته الفطرية التي أودعها الله عز وجل فيه، وتهذيب غرائزه وتنظيمها، والإجابة على تساؤلاته الهامة وتحرير عقله من الخرافات والأوهام، وإشباع أشواقه الروحية، فأدخلت الطمأنينة إلى نفسه وحققت سعادته.

52
Q

الإيجابية:

A

الثقافة الإسلامية ليست مجرد معرفة نظرية تتعامل مع الأذهان، وتحسب في رصيد الثقافة، وإنما الغاية منها أن تتحول إلى عمل من وراء المعرفة، وتتحول هذه المعرفة إلى قوة دافعة لتحقيق مدلولها في عالم الواقع لتحقيق غاية وجود الإنسان في هذا الكون كما ترسمه العقيدة، قال تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾[هود:٦١]، والإنسان مأمور بأن يندفع في إعمارها، ومحاسب على عمله وتقصيره، قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِوَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: 105]، تتسم الثقافة الإسلامية بالإيجابية؛ لأنّها تطلق الطاقات الكامنة في الإنسان، وتوجهها إلى البحث العلمي والاستكشافات في الكون المحيط به، والتعرف على سنن الله فيه وتسخيرها لمصلحة البشرية، ومن هنا كانت نهضة الأمة وبناء الحضارة الإنسانية بسبب ما أحدثته الثقافة الإسلامية في نفس الإنسان المؤمن.

والثقافة الإسلامية من حيث هي معرفة عملية مستمدة من الإسلام، لا تتم إلا بممارستها وتجسيدها في سلوك الإنسان؛ هي ثقافة إيجابية؛ لأن كل ما فيها من إرشاد وتوجيه وطرائق في التعامل مع مختلف جوانب الوجود، يؤدي إلى تحقيق الهدف الذي من أجله خُلق الإنسان، وهو: عبادة الله وحده، وتحقيق العبودية له في أكمل درجاتها، وهذا هو كمال الإنسان وخيره وسعادته في ضوء مفاهيم الإسلام والثقافة الإسلامية.

53
Q

العموم والشمول والكمال:

A

الثقافة الإسلامية تأخذ عمومها وشمولها وكمالها من الرسالة الإسلامية الخالدة، فتتصف بأنها عامة لكل البشر، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَاالنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِأَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات:١٣] وهذا دليل العموم، إضافة إلى أنها شاملة لمجالات الحياة كلها، وبلغت الذروة في الكمال، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْوَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة:٣] وهذا دليل الكمال، فالهدايات الإسلامية تناولت تعامل الإنسان مع ربه، ومع نفسه، ومع الآخرين، وكيفية التعامل مع الطبيعة والنبات والحيوان، فتجد القواعد والأسس العامة في ذلك، فكل ما يحتاجه المؤمن من أمورٍ تحقق السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة بيَّنه الله تعالى لنا، قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَاعَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل:89] وهذا دليل الشمول، والشمول الذي نقصده: هو أنها جاءت شاملة لجوانب الوجود، فلا يوجد جزء أو جانب إلا وللثقافة الإسلامية به صلة، كما أنها شملت جوانب الإنسان نفسه، من بدن مادي، وروح أو نفس غير مادية، وعقل، ووجدان، وهذه الجوانب معًا تشكل كيان الإنسان الواحد.

54
Q

الوسطية:

A

الإسلام هو دين الوسطية بعيدًا عن الإفراط والتفريط، كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْشَهِيدًا﴾ [البقرة:١٤٣]، فتمتاز الثقافة الإسلامية بالاعتدال والتوازن في بناء الشخصية الإسلامية، فتراعي متطلبات الروح والمادة في الإنسان، وتحافظ على مصالح الفرد والمجتمع في إقامة المجتمع الإسلامي وتنظيمه، وعلى صعيد الحياة تلبي متطلبات الحياة الدنيا ومقومات السعادة في الدار الآخرة، يقول تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَوَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص:٧٧]، دون إفراط في جانب أو تفريط في جانب آخر، بل يجب إعطاء كل ذي حق حقه، فلا بد من التوازن والتوفيق بين متطلبات الحياة الدنيا والدار الآخرة؛ فالتوازن إذن: هو اهتمام وتوجيه وإرشاد عادل لكل الجوانب الداخلة في الثقافة الإسلامية.

55
Q

لواقعية:

A

لا يوجد في الإسلام قضايا مثالية غير قابلة للتطبيق، قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة:٢٨٦]، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها؛ إلا أن الثقافة الإسلامية ترفع من شأن الإنسان، وتسمو بفكره وروحه، وتكسبه الشفافية في المشاعر، بحيث يكون إنسانًا متميزًا بعقيدته وأخلاقه وسلوكه في تعامله مع الناس، ولا يعرف المسلم شعارات للتصدير وأخرى للتطبيق، بل حياته وسلوكه تطبيق للإسلام الحق، وهذا ما جعل الناس ينبهرون بسلف هذه الأمة التي امتدت رقعة أراضيها إلى مشارق الأرض ومغاربها.

والواقعية التي نقصدها في الثقافة الإسلامية ونعتبرها واحدة من أهم خصائصها، نعني بها: مراعاتها لواقع الإنسان من حيث ظروف حياته ورغباته ومشاعره، فالإسلام لم يكلّف الإنسان فوق طاقته وقدرته؛ بل غاية التشريع الإسلامي، ومن أهم مقاصده رفع الحرج والمشقة عن الناس، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج:78]. وعند النظر في أحكام الشرع، سنجد كثير من التيسير والتخفيف فيما لو طرأ على الإنسان حرج أو مشقة، على سبيل المثال: قصر الصلاة الرباعية في السفر إلى ركعتين، الجمع بين الصلاتين في السفر، الإفطار في نهار رمضان أثناء السفر أو المرض؛ وكل ذلك من باب التيسير والتخفيف ورفع الحرج؛ مراعاة لواقع الإنسان وظرفه، قال تعالى: ﴿فَمَنْكَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة:184]، وقال جلَّ في عُلاه: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ﴾ [النساء:101].

56
Q

العالمية:

A

ينظر الإسلام إلى الناس بمقياس واحد بعيدًا عن القومية، أو الجنس أو اللون، لهذا جاء الإسلام لكل العالمين من الجن والإنس إلى يوم القيامة، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾[الأنبياء:١٠٧]، فالإسلام جاء لكل البشر؛ ليخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن الجَور والظلم إلى عدل الإسلام، جاء ليضع الحلول لمشاكل العالم، لم تتسم بسمات شعب معين ولم تتأثر بعادات قوم وتقاليدهم، فهو يتناول قضايا الإنسان ومشكلاته باعتباره إنسانًا مخلوقًا لمهام معينة، وذا غرائز وطباع محددة، بغض النظر عن كونه يعيش في منطقة محددة من العالم أو في زمن معين، فالثقافة الإسلامية مجردة عن الزمان والمكان وتأثير البيئات؛ لذا كانت شعاراتها ومقاييسها وحلولها عالمية موضوعية، فالدين الإسلامي دين يسع البشرية كلها؛ لأنه من عند الله، منزل إلى الناس كلهم، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ﴾ [سبأ:28].

كما أن الإسلام يُقرر أن انقسام البشر إلى شعوب وقبائل إنما هو للتعارف، لا للتناحر والتقاتل، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَلِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات:١٣]، ومقياس التفاضل هو التقوى –الإيمان والعمل الصالح-.

وقد جاءت تعاليم الإسلام للإنسان كإنسان، بغض النظر عن جنسه، ولونه، وموطنه، فالعناصر الثقافية الإسلامية: التربوية، والنفسية، والروحية، والأخلاقية، جاءت أحكامها وفق الطبيعة الذاتية للإنسان مجردة عن إطار الزمان والمكان، ذلك أن الإنسان كإنسان، ثابت لا يتغير، ولا يتبدل في روحه وعواطفه وأشواقه وضروراته وغرائزه، والجانب المتغير في الإنسان هو الجانب العملي.

57
Q

الثبات والمرونة والتطور

A

لقد تمثلت عظمة الإسلام ومبادئه الخالدة في عنصر الثبات والخلود، وعنصر التطور والمرونة معًا مما جعله صالحًا لكل زمان ومكان.

فالثبات على الأهداف والغايات والأصول أضفى القدسية والاحترام على مبادئه، وأدخلت الطمأنينة على نفس معتنقيه، والمرونة في الوسائل والأساليب أضفت الحيوية واستيعاب المستجدات في الشؤون الدنيوية والعلوم التجريبية وهذا التطور والثبات ملائم لسنن الله تعالى في الكون وفي الفطرة الإنسانية فإن فيهما الثابت الدائم والمتغير المتحول.

58
Q

8- الثبات والمرونة والتطور: لقد تمثلت عظمة الإسلام ومبادئه الخالدة في عنصر الثبات والخلود، وعنصر التطور والمرونة معًا مما جعله صالحًا لكل زمان ومكان.

فالثبات على الأهداف والغايات والأصول أضفى القدسية والاحترام على مبادئه، وأدخلت الطمأنينة على نفس معتنقيه، والمرونة في الوسائل والأساليب أضفت الحيوية واستيعاب المستجدات في الشؤون الدنيوية والعلوم التجريبية وهذا التطور والثبات ملائم لسنن الله تعالى في الكون وفي الفطرة الإنسانية فإن فيهما الثابت الدائم والمتغير المتحول.

ولعل سائل يسأل: كيف نجمع بين الثبات والمرونة والتطور؟ أو أين يكون الثبات وأين تكون المرونة؟

A

الثبات الذي نقصده هو الذي يكون في المسلّمات العقلية والشرعية، التي تجتمع الأمة عليها وتتميز بها عن غيرها من الأمم، على سبيل المثال: أركان الإيمان –الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله…- وأركان الإسلام- من صلاة وصوم وزكاة…- وأمهات الفضائل -من الصدق والأمانة والعفة…-، وشرائع الإسلام القطعية –الأحوال الشخصية من زواج وطلاق، الميراث والحدود…-، والمحرمات اليقينية –من القتل والغصب والسرقة…-، كل ذلك يُعد من الثوابت التي لا تغيير فيها، أما المرونة والتطور فهي التي تكون في: الوسائل، والأساليب، والفروع، والجزئيات، فهي تتخذ من الثوابت قاعدة ومرتكزات، فالمرونة حصيلة حركة في إطار ثابت.

59
Q

الثبات والمرونة والتطور

ومن الأمثلة على مراعاة نصوص الشرع للثبات والمرونة والجمع بينهما،

A

قوله تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [آل عمران:159]، وقوله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾[الشورى:38]، فالشورى كمبدأ ثابت ومتقرر في شريعتنا، جانب المرونة فيه هو: أن الله سبحانه وتعالى لم يُحدد شكل الشورى وصورها والمسائل التي تكون فيها الشورى، فحينئذ هنا يكون هناك جمع بين أمر ثابت وهو “الشورى”، وبين المرونة وذلك متحقق في “شكل الشورى وصورها ومسائلها”، والناظر في واقعنا اليوم يجد أن صور الشورى متعددة ومتنوعة، وكل دولة تنتهج لنفسها صورة معينة من صور الشورى، وجانب التطور في هذا الموضوع كبير جدًا؛ حتى وصلنا إلى انعقاد مجالس للشورى من خلال الوسائل الحديثة ونحو ذلك.

60
Q

الثبات والمرونة والتطور

ومن الأمثلة المعاصرة على الجمع بين الثبات والمرونة والتطور

A

وجوب دفع الزكاة وأداءها لمستحقيها، وذلك أمر ثابت بنصوص كثيرة من الشرع، منها قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَوَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة:43]، جانب المرونة فيه هو: استحداث كثير من الطرق المعاصرة في إخراج الزكاة لمستحقيها، من مؤسسات، وجمعيات، ووسائل حديثة، كأجهزة الدفع الآلي من خلال المصارف ونحوها، وهنا يكون جمع بين أمر ثابت وهو “الزكاة”، والمرونة من خلال “كيفية إخراجها”.

وبهذه الخصيصة تستطيع الأمة الإسلامية أن تستمر وترتقي في مدارج التطور الحضاري مع المحافظة على قيمها وعقائدها وأخلاقها.