عالسريع Flashcards
أول متن
أيها الإخوة الكرام: إن المحبةَ في اللهِ مِنْ أَسْمَى صورِ الحبِّ وأجلِّها، وأصدقِها محبةً وأدومِها، فما كانَ لله دامَ واتّصل، وما كانَ لغيرِهِ انبَتَّ وانفصلَ، فيُحِبُّ المرءُ أخاه, لِمَا يتَّصِف به من تقوى اللهِ وحُسْنِ الخُلُقِ، وإنْ تفرَّقتْ أبدانُهم، وتباعدتْ دُورُهم، فالمحبةُ في اللهِ, هي الصداقةُ الصافية، والأُخُوَّةُ الحقَّة، التي لا تتأثَّرُ بالمصالحِ الدنيوية، كفى بأصحابها سرورًا وحبورًا، وفخرًا وعزًّا، أنَّ اللهَ -جل وعلا-، يُقرّبُهمْ يومَ القيامة، ويُجلِسُهم على منابرَ من نور، يَغبِطُهم عليها الأنبياءُ والشهداءُ؛
ثالث متن
أحبتي في الله: المحبةُ في اللهِ مِنْ أوثَقِ عُرَى الإيمان، ودليلُ الصدقِ وأمارةُ الإحسانِ، وبها يجدُ المرءُ طعمَ الإيمان، وهي مِنْ أحبِّ الأعمالِ إلى الله، ومن أسبابِ محبَّتِهِ ورضاه، وكما أن المحبةَ في الله تَنفَعُ صاحبَها في الدنيا، بالتعاونِ على الطاعةِ والبر، والتواصي على الحقِّ والصبر، فإنَّها في الآخرة, تَرفَع المحبَّ, لِمَنْ هو أعلى منه منزلةً وإيمانًا، وأكثرُ اجتهادًا وإحساناً، فالمرءُ يُحشَر يومَ القيامة, مع مَنْ أحبَّه في الدنيا؛ فمَنْ أَحَبَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وأصحابَه، وأحبَّ مَنِ اتَّبَع سُنَّتَه، واقتفى آثارَهم،( طريقة هادئة ) حشَرَه اللَّهُ يومَ القيامة في زمرتهم؛
ثاني متن
ففي الحديث الشريف: “إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ -تَعَالَى-“، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ، قَالَ: “هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ، عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ، وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ”، وَقَرَأَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَذِهِ الْآيَةَ: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
المتن الأخير
فعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: “وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا”. قَالَ: لا شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ عليه الصلاةُ والسلامُ: “أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ”، قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ”، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ، بِحُبِّي إِيَّاهُمْ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ”.
المتن الأخير